وتلك حكاية الجميع !

ملاحظة :

 أنت شخص طيب مثقف وتعمل بالقول إذا رأيتم فسادا فثوروا عليه ،أكيد فدماؤك ثورية .

 كنت في مكان بعيد ،جئت لوطنك فوجدته فوضى أدركت بعد مدة أن هناك نظام فاسد يحكم وينشر فساده في كل البلاد، نظرت إلى الجهة الأخرى لتجد شعب أعزل، جاهل ولا يفهم في الوضع شيئا !! إن إحتج فإنه يحتج من أجل الجوع والعطش طبعا ولأن هالة حب الوطن تغمرك قمت بتوعيتهم وفهمتهم الوضع جيدا ثم وجدت طريقة لحثهم على المطالبة بأكثر لتجد نفسك بعد فترة قائدا لهم !!

 فيما بعد وجدت نفسك قد قدتهم للنصر وأمامك أرض يجب أعادة بناءها ،بنيتها برفقتهم ،نثرت الزرع في ارض قاحلة فنما وبعدها أخرجت من الارض ثروات ونقلت البلاد من الفقر إلى الغنى ،يا للحظ !!

 ولأنك شخص طيب قمت بتقسيم الثروات على شعبك ،أعطيتهم ما تمنوه يوما وزيادة !!

 " الانسان بطبعه طماع ولا يرضي بالقليل ان ظهر له الكثير "

 اشتممت احتجاجات جديدة شعارها "لا شيء"لاسكاتها قمت بإسكاتهم بإعطائهم المزيد ولانهم لا يشبعون قمت بسجنهم، فيما بعد أدركت أن الحرية تفسد اكثر !! شعبك الذي أفهمته بدأ يفهم أكثر وللتضحية بالقليل قمت بإلغاء الحرية ،ليست أي حرية فقط حرية الكلام وإن يتكون ضدٌ ضدُ ضدك !!

بعد أعوام فهم شعبك الامور، ثم عاش في سكون رغم أخطائك الكثيرة ذلك لأنك لا تفهم في الحكم شيئا ،لكن ما فعلته للبلاد يغفر لك كل أخطائك السابقة !!

 بعيدا عن شعبك ،مرت ذئاب من هناك ولأنك غبي طيب تركتها رغم علمك بوجودها ،تناسيتها فذهبت !! لكن في الحقيقة تركت ذئابا ترتدي صوف الخراف مكانها ،ثارت خربت وقتلت الآلف بإسمك ثم أنت فيما بعد رغم فرارك المتأخر !تركت بلادك كما هي لما جئت إليها أول مرة ، في فساد وحرب وقتل !! ثم جاء آخر وأمسك مشعلك ،وجد البلاد فسادا وو ...

تلك دورة الحياة ...